البناء الثقافی فی القرآن الکریم اسسه و اسالیبه

البناء الثقافی فی القرآن الکریم «أسسه وأسالیبه»

إنّ البناء الثقافي للإنسان هو الرسالة المركزية للقرآن الكريم؛ فإنّه نزل لبنائه عقلًا وروحًا وجسمًا، بحيث تنطبع تعاليمه على هذه الأبعاد الثلاثة، ومن ثم ّتتحوّل إلى فكرة وعقلية مؤثرة في جميع حقول حياته. فقد شبّهْنا مَعَالِم الثقافة في الرؤية القرآنية بهيكلية البِناية التي تتكون من أمور كثيرة، ومن أهمها الأسس المحكمة والمواد البنائية الرصينة وكيفية عمل البناء. ومن هنا قسّمنا الكتاب إلى ثلاثة فصول، فانضمّ الأولُ في طياته مسائل كلية في هذا العمل، مثل التعاريف وما شابه ذلك. ثم ناقش الثاني الأسس التي يتوقّف عليها البناء، وهي أساس الفطرة وأساس العقل وأساس الدين، ثم أساس السيرة العقلائية؛ فإنّ الثقافة القرآنية في نظرنا متأصلة على الأصول الأربعة. ومن ثَمَّ جاء الثالث لبيان كيفية البناء، والتي هي الأساليب التي أوصى بها القرآن الكريم باستخدامها في هذه العملية، فأوردنا منها عشرة أساليب مثل: أسلوب الدعوة والتبليغ، أسلوب التربية والتعليم، أسلوب التدرّج والتحفيز، أسلوب حريّة الفكر والسلوك، أسلوب تأسيس الحكومة والجهاد في الله، أسلوب الحوار والتعَرُّف بين المجتمعات وغيرها من الأساليب الأخرى، وقد حاولنا أن يكون ترتيبها حسب مراحل الرسالة وتأسيس الدولة النبوية، ثم اختتمنا الكتاب ببيان أهم النتائج التي توصلنا إليها.