المدخل الی تاریخ التفسیر و المفسرین

القرآن کتاب الله المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، کان و لا يزال موضع اهتمام المسليمن منذ عصر الرسالة، وکان رسول الله| أوّل مفسّر للقران الکريم، يتلقّی المسلمون عنه ذلک شفاهاً و يحفظونه في ‌الصدور، ثمّ ينقلونه لما بعدهم يداً بيد، وفي عهد أميرالمؤمنين× والأئمة من ولده^، والصحابه رضي الله عنهم ظهرت معالم التفسير.

وأهل البيت^ هم من نزل القرآن في بيوتهم، وأخذو معارفه عن جدهم | وعنهم أخذ کثير من الصحابه والتابعين.

ثم بدأ التدوين في عصر تابعي التابعين، فضُبط ‌التفسير، وثبت في الدفاتر والکتب الخاصّة بذلک، وبعده ظهر مفسرون کبار عبر العصور، وتطوّرت مناهج التفسر والمفسرين، بعد أن بذلوا جهوداً مضينة في هذا السبيل.

وهذا الکتاب يُعنی بتطوّر علم التفسير و أدواره، ويتابع حياة المفسّرين ومناهجهم منذ القرن الأوّل وحتی القرن الخامس‌عشر مع دراسة مختصرة لکلّ کتاب من کتب المفسّرين، ونقده سلباً أو إيجاباً، وبيان امتيازه من غيره في منهجه وأسلوبه، ومذهبه وعقيدته.