محاضرات فی تاریخ الحدیث و مصادره

محاضرات فی تاریخ الحدیث و مصادره

للسنّة النبوية الشريفة من مكانة رفيعة ومنزلة سامية في قلوب المسلمين، فهي تمثّل الثقل الآخر الموازي للكتاب، وهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وهذه المكانة تجلت بأن الرواد الأوائل من محدثي الفريقين شيعةً وسنّة أن يهتموا بها اهتماماً قلّ نظيره، جمعا وتدوينا وشرحا.

ولا شك أنّه لا يوجد علم حظى بهذه الأولوية كما حظت به السنّة النبوية المكرّمة؛ لأنّ السنّة هي البيان للقرآن، تفصّل مجمله وتوضّح مشكله وتقيّد مطلقه وتخصّص عمومه؛ لكننا في الوقت ذاته نجد أنّ هناك نظرتين تفارق إحداهما  الأخرى، نظرة ترى أنّ سنة رسول الله  قد اعتراها الانقطاع بعد وفاته؛ مما جعل الشروع في تدوين الحديث على رأس المائة الأولى أو الثانية على اختلاف الآراء، وهذا الأمر أعطى مبرراً لأن يُطعن في السنّة بحيث اتهمت بالتشويه والتحريف وو ..نظراً لهذه الإشكالية. وهناك فريق آخر يرى أنّ السّنة الشريفة قد دُونّت وحُفظت نقيةً طاهرةً؛ لأنّه لا يمكن أن يرحل رسول(ص)من هذه الدنيا ويترك أمته تسير على غير هدى. من هذا وذاك جاءت هذه المحاضرات التي ألقيتها في جامعة المصطفى(ص)؛ لتضئ وتكشف بعض هذه الملابسات وتضع الأُمور في نصابها الصحيح؛ لذا سَنسبر في هذه المحاضرات البحوث التالية:

1. متى بدأ تدوين وتأريخ الحديث ونشأته؟

2.  ما هي أسباب ودوافع منعه؟

3.  ما هي العصور والمراحل التي مرّ بها التدوين عند الفريقين؟

4. ما هي أهم المصادر التي وثّقت ودونت السنّة النبوية المطهرة عند الفريقين؟

5- ما هي المناهج التي اتبعوها مؤلفو هذه الكتب وأهميتها وغايتها ؟