المباحث الکلامیه فی الکتاب السنه

قد بذلت العناية في هذه المجموعة في الاستدلال بالآيات القرآنية، وأحاديث العترة الطاهرة الذين هم قرناء للكتاب في حديث الثقلين في مجال التوحید و النبوّة و الإمامة و المعاد.

و لیعلم أنّ الرجوع الي الكتاب والسنة تارة على نحو الإستلهام، وأخرى على نحو الإستدلال. وموقفهما في مجال الإستلهام موقف المفكِّر الذي يطرح فكرته مع البرهان إلى المخاطب من دون إعمال تعبّد، كالبراهين التي أقامها القرآن في مجال إثبات الصانع وتوحیده فنعتمد على ما ذكر في القرآن بما أنه كلام مشتمل على برهان يكفي في إثبات المطلوب سواء أ كان ذلك البرهان بصفة كلامه تعالى أو لا، لا بما أنه كتاب سماوي جاء من جانبه سبحانه إذ المفروض أنه بعدُ لم تثبت المسائل المتقدمة عليه، فكيف يمكن أن يتخذ حجة.

ولأجل ذلك نعرف القرآن بصفة الإستلهام، فكأنه بمنزلة المعلّم يأخذ بيدي متعلمه ويرشده إلى آماله.

وموقفهما في مجال الإستدلال موقف من ثبت حجية قوله وصدق كلامه، فيخبر عن موضوعات غيبيّة نأخذ قوله وإن لم نعرف برهانه، ولكن بما أنّ قوله أحد الحجج فهو كافٍ في الأخذ به وإن لم يعلم تفصيل برهان قوله كما هو الحال في إخباراتهما بعد ما ثبت حجيتهما کالأخبار الواردة في مجال احوال الإنسان ما بعد الموت في البرزخ والقیامة.